هذا ما خلص اليه الشيخ عبد الحليم شرارة في بحثه الموسوم: (بين المسيرة الحسينيّة والفتوى السيستانيّة، ترسيخ نهج وحماية أمّة)...
04/22/2018 | المشاهدات : 529
العنوان الأوّل: المسيرة الحسينيّة نموذج الخلود.
ويهدف الى بيان أنّ المسيرة الحسينيّة حركة بحجم التاريخ بل هي أشمل وهي بحجم الحضارة الإنسانيّة بل هي أسمى وأكمل، لقد اكتسبت تاريخيّتها من واقعها واكتسبت سموّها الحضاري من إنسانيّة أهدافها، دليل ذلك أنّ كلّ إنسان مهما كان انتماؤه الدينيّ أو الفكري أو الاجتماعي يمكنه بمجرّد الاطّلاع على أحداث هذه المسيرة في مقدّمتها ووقائعها الكربلائيّة ونتائجها أن يجد لنفسه موقعاً في هذه المسيرة، سواءً على مستوى المعاناة أو على مستوى التطلّعات.
العنوان الثاني: واقعيّة المسيرة الحسينيّة.
ويهدف الى بيان مناشئ الواقعيّة وسبل تحصينها.
أمّا المناشئ فمن جهة الربط بين الأركان الثلاثة: العقيدة ومفاهيمها، والقيم وملكاتها، والشريعة وسلوكيّاتها، وما يحقّق التوازن الذي يعصم المسلم من الاستغراق في بعضها على حساب الآخر، فحوّل الإسلام الى تجربة عمليّة أثبتت أنّ المسلم يمكنه في أقسى الظروف وأخطرها أن يجد في منهج الإسلام سبيلاً يدمج فيه بين لوازم الواقعيّة ومقتضيات المثاليّة، بسير يلتزم فيه أعلى درجات الضبط والانضباط، فلا يتخلّى عن عقيدته ومفاهيمه ولا يتنازل عن قيمه ومبادئه ولا يتساهل في سلوكيّاته وعباداته، ولا يعتريه الجزع ولا يعيقه عجز ولا يعرقله ضجر أو خطر أو انهزام.
وأمّا تحصينها فكرامات القيادة ونبوءة الشهادة.
أمّا الكرامات فالذاتيّ منها محرزة مسلّمة تدعو الى الاتّباع والتسليم، وأمّا المقارنة للمسيرة قبلاً وبعداً وفي الأثناء فهي من الخوارق للعادة التي لا يُمكن نسبتها إلّا الى عالم الغيب والعناية الإلهيّة لترتقي هذه الشخصيّة الى ذروة صحّ أن يُقال فيها:
فيا أيّها الوترُ في الخالديــــــ ـــــــن فذّاً الى الآن لم يُشفَعِ
وأمّا نبوءة الشهادة فهي حقيقة ثابتة لا تقبل الجدل والتشكيك، وإنّما تستدعي البحث والتحليل لاستكشاف دلالاتها واستشفاف غاياتها.
العنوان الثالث: إنسانيّة الأهداف والسموّ الحضاري، ويهدف الى بيان الواقعيّة التي أسهمت في تحقيق الاستمراريّة التاريخية، وقد تعزّزت بإنسانيّة الأهداف التي حقّقت الاستمرارية الحضاريّة، والمراد بإنسانيّة الأهداف أنّها تتوخّى الارتقاء بالإنسان في مسيرته الحضاريّة الى ذروة من السموّ والكمال الذي من أجله خُلِق، إذن لابُدّ أن تتحرّك وفق التخطيط الربّاني للمسيرة الإنسانيّة التكويني والتشريعي، هذا التخطيط الذي يرتكز فيما يرتكز على مبادئ ثلاثة: مبدأ الحجّية (لئلّا يكون للناس على الله حجّة)، ومبدأ الاختبار (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يُفتنون)، ومبدأ الاختيار (لا إكراه في الدين)، فقد حفظت المسيرة الحسينيّة هذه المبادئ الثلاثة بأعلى صيغها وغاياتها لتتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
العنوان الرابع: المسيرة الحسينيّة ونهج السياسة الاجتماعيّة.
ويهدف الى الإضاءة على أحد أهمّ أبعاد المسيرة الحسينيّة التي أبرزتها وأنتجتها مقدّمات وظروف وأحداث هذه المسيرة، وهو البعد السياسي، حيث تجلّت هذه المسيرة حصراً على الصعيد السياسي أنّها مشروع بناء الأمّة خارج دائرة السلطة.
ولذلك توصّلت الى تحديد دور المرجعيّة الدينيّة وموقع الفتوى السيستانيّة الشريفة في حركة التاريخ والسير الحضاريّ، وهو ما عُرض في العنوان الخامس: المرجعيّة الدينيّة في زمن الغيبة، والعنوان السادس: تمايز الخطاب السيستانيّ واستثنائيّته. لأختم بتنويهٍ عن الحشد الشعبي وتحذير ودعاء.



إعداد و تصميم و برمجة شعبة الإنترنت في العتبة العباسية المقدسة